27‏/03‏/2012

مزارع النعّام في قضاء المحاويل

مزارع النعّام ثروة اقتصادية تعود إلى الربوع الخضراء.. بعد إنقراضها في العراق

من جريدة المواطن

بعد أن مضى على انقراضها في العراق أكثر من (50) عاماً بسبب الظروف المناخية والزحف السكاني على القفار وقطنها , وبعد أن أصبحت لاترى إلا في الصحف والمجلات أو مشاهدتها بشاشات التلفاز في برامج خاصة ..بدأ يعود قطيعها ثانية إلى الربوع الزراعية الخضراء , لكن بطريقة التدجين في خطوةٍ تبشر بمعافاة الثروة الحيوانية وتنميتها لتضيف جانباً مهماً من الدعم إلى اقتصاد الدولة ومد المواطنين بلحومها الصحية وجلودها الثمينة وحتى ريشها .. تلك هي طيور  النعّام بعد أن تحولت أنظار المستثمرين إلى تدجينها وتربيتها في الحقول . المواطن زارت  مزرعة المستثمر حسين عجمي في قضاء المحاويل بمحافظة  بابل  كونها أول مزرعة تدجين لطيور النعام في العراق .. وأجرت هذا التحقيق الفكرة والبداية التقينا المهندس الزراعي صباح علي ألشمري شقيق المستثمر وهو متفرغ للعمل في المزرعة فأوضح لنا فكرة المشروع وبداية الانطلاقة به فقال .. بدأنا بتجربة بسيطة بثلاث نعامات عبارة عن ذكر واحد وانثيتين تم جلبهما من الخارج بمساعدة احد الأصدقاء , حيث تبلورت الفكرة لعدة اعتبارات منها انقراض هذا الطير في العراق منذ أكثر من (50) عاماً وتدجينه وتربيته لاتحتاج إلى جهود كبيرة ومقاوم للطبيعة وطعامه طبيعي ففي 15 / 4 / 2010 بدأنا بمشروعنا الصغير ليصبح خلال اقل من ثمانية أشهر عبارة عن قطيع من النعام والحصول على (70) طائر بدون أجهاد سوى الإطعام الطبيعي بنباتات البرسيم والحشيش وبعض الأعلاف السائدة الخاصة بالدواجن .
الجدوى الاقتصادية
وأكد ألشمري .. أن طائر النعام ذا جدوى اقتصادية مهمة لاتحتاج إلى عناء فإنتاج لحم النعام هو من أفضل أنواع اللحوم على الإطلاق لقيمتها الغذائية العالية والصحية بسبب خلّوها من الألياف وتمتاز بقلة ( الكولسترول ) واحتوائها على نسبة عالية من المعادن والفيتامينات , لذلك نحن نجاهد من اجل زيادة قطيع النعام إلى ألف طائر لتصبح أول مزرعة نموذجية للنعام في العراق .  وأضاف حسين عجيمي صاحب المزرعة .. إن لطائر النعام أهمية بالغة أيضا في إنتاج الجلود التي تعتبر من أغلى الجلود كذلك الريش فيما يعتبر زيت النعام علاجاً لأمراض المفاصل لما له من قابلية على اختراق جلد الجسم بسرعة والوصول إلى المفاصل .ودعا جميع مربي الدواجن الاتجاه إلى تربية النعام لأنها لحوم المستقبل ( كما يصفها ) وكلما زاد الوعي الصحي كلما زاد الإقبال على لحومها , مشيراً إلى أنهم يحتاجون دعم الحكومة المحلية أو المركزية فيما يخص هذا المشروع لما يمثله من تنشيط للحركة الاقتصادية للبلد وتعميم تربية النعام بين المستثمرين ودعمهم في عملية إنشاء المزارع الخاصة بتربية هذه الطيور وتقديم الاستشارات الخاصة لهم وتذليل العقبات التي تقف أمامهم
النعام أليف ودود مع الإنسان
تواجدنا في مزرعة النعام التي تقع على الجهة اليمنى عمقاً بمسافة ثلاثة كيلوات متراً عن الشارع العام الذي يربط قضائي المحاويل والحلة حيث كان في استقبالنا صاحب المزرعة السيد حسين عجمي وشقيقه لنأخذ جولة استطلاعية حول مزرعة النعام التي كانت تتوسط عدد من بحيرات الأسماك المنتشرة حولها , وكانت المزرعة مسيجة ً بال (BRC) وقد خصص  25% من مساحتها لبناء مسقفاً للقطيع الذي كان يتوسط الباحة , وما أن رآنا القطيع ندلف إلى موقعها حتى راح يقترب منا كأطفال تجمعوا على بائع الحلوى فمنها من راحت تداعبنا بمناقيرها التي تشبه قطع الكارتون ومنها من كان يتعمد على مشاكستنا وأعناقها تتطاول فوق رؤوسنا , فيما راح البعض يأخذ الباحة طولاً وعرضاً بحركات بهلوانية وأجنحتها تخط الأرض مرةً و مرةً أخرى ترفعها إلى فوق ليعلمنا صاحب المزرعة أنها تعبرّ عن فرحتها بتواجد الإنسان بين صفوفها .. حتى يخيّل لك إنهم أطفال فرحين بضيوف أبيهم , وقد أوضح لنا صاحب المزرعة أن المساحة الكلية للمزرعة تبلغ (95)دونماً موزعة على شكل أربعة بحيرات اسماك تحيط بمزرعة مساحتها دونم خاصة لإيواء قطيع النعام.المزرعة الأولى في العراق والدور الحكومي عند زيارتنا إلى مزرعة النعام واكب تواجدنا وفداً من مجلس محافظة بابل ومديرية زراعة المحافظة ومجلس قضاء المحاويل وقد جاؤا للاطلاع على مشروع مزرعة النعام....فتحدث إلينا المهندس الزراعي الأقدم عادل صاحب على مدير الاستثمارات الزراعية والمستشار الزراعي لمجلس المحافظة قائلاً من دواعي سرورنا أن نرى الإخوة الإعلاميين في مزرعة أول مستثمر في هذا المجال على مستوى محافظة بابل والعراق عموماً ,حيث سعت مديرية زراعة بابل بالإيعاز لهذا المشروع وفقاً للتعليمات الحديثة التي وردت من الهيئة العامة لخدمات الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة بتنفيذ هذا المشروع من قبل المستثمر المتميز حسين عجمي ...كونه يدخل في عملية إنتاج اللحوم في بابل ,وقد زار هذا المشروع عدداً من المستثمرين للاطلاع على هذه التجربة والاستفادة منها لان المستثمر نجح في عملية تكاثر النعام في مثل هذه الظروف فضلاً عن أن لحم النعام طبي وأفضل من كل أنواع اللحوم وقد نجح المستثمر في عملية تكاثره ,ونحن بدورنا عملنا على حصول الموافقات الأصولية البيئية والفنية من الدوائر السائدة وبعد استحصال الإجازة لصاحب المزرعة سنقوم بتوفير كل ما يحتاجه من أعلاف ومستلزمات وسيكون مهيئاً لحصوله على المبادرة الزراعية لأي مبلغ يحتاجه وستكون جميع الدوائر الزراعية ذات العلاقة تحت تصرفه حتى يتسنى له توسيع وتطوير مشروعه ,إذ إننا سنقوم وبالتنسيق مع الهيئة العامة لخدمات الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة بتذليل كافة العقبات التي قد تقف في طريق المستثمر.وأضاف مسئول شعبة زراعة المحاويل رئيس مهندسين زراعيين حمزة عبيد محمد تمت الموافقة على المشروع بعد إجراء عمليه كشف موقعي لمزرعة النعام وتصوير طيور النعام التي كان عددها في حينها (42) طائر نعام ومن ثم مخاطبة زراعة بابل والتي بدورها خاطبت الوزارة فكان جوابها المباركة بهذا المشروع الذي يدعم الاقتصاد والثروة الحيوانية في العراق .فيما قال الدكتور وليد جاسم الزبيدي ممثل مجلس قضاء المحاويل ..تعتبر المحاويل المدينة المتميزة على مستوى العراق في الثروة الحيوانية وحقول الدواجن وبحيرات الأسماك ,ومشروع مزرعة النعام تعتبر الأولى في بابل والعراق عموماً وهي مزرعة نموذجية ندعو وزارة الزراعة دعمها لتطويرها وتعميمها على العراق كونها تمثل رافداً اقتصادياً مهماً يستحق الرعاية والاهتمام .حياة النعّام والآفاق الاقتصادية
يكشف لنا السيد عجمي جانباً آخر من حياة النعام ومشاريعه المستقبلية لتطوير مزرعته فيقول كل عائلة للنعام تبدأ بذكر وأنثيتين على  مساحة (300)م2 منها (100)م2 مسقف لوضع البيوض والحضانة ,وحتى تستمر الإناث بوضع بيوضها يتم رفع البيوض بعيداً حتى يصبح عددها (15) بيضة ومن ثم تعاد لتحتضنها فترة (42) يوماً حتى تفقس لتصبح الأفراخ بعد مرور سنة وثمانية أشهر بالغة ومهيأة للتكاثر ,ولكي يتم ضمان فقس البيوض جميعها توضع في مفقاسة خاصة بطائر النعام تم جلبها من الخارج تحت درجة حرارة 28 5م ورطوبة عالية .وأضاف ..إنهم عازمون على رفع قطيع النعام إلى ألف طائر على المدى القريب حيث سيتم تشكيل عوائل جديدة بعزل كل ذكر مع انثيتين في باحة مساحتها (300) م 2 وبعد تكامل المشروع سيتم إنشاء مجزرة لإنتاج لحوم النعام لسد الحاجة  المحلية وتصدير الفائض ,كذلك إنشاء معمل آخر للجلود وتصديرها ومعمل لتصنيع وتعليب اللحوم ولا أريد أن أقول إننا لا نحتاج الدعم الحكومي ,ذلك إننا نحتاج الدعم وتقديم الاستشارات فيما كشف لنا المهندس صباح عجمي انه عازم على أقامة مزرعة لتكثير صقور الصيد الغالية الثمن ,كون المشروع يدخل في اختصاصه الدقيق في مجال الإكثار الصناعي للصقور وهو من المشاريع الاقتصادية المهمة خصوصاً الصقور ذات المواصفات النادرة عالميا,مؤكداً أن الصقور التي سيتم إنتاجها صناعياً من أفضل وأسرع الصقور في العالم .وعبر الشقيقين صاحب المزرعة وشقيقه عن امتنانهم للإعلام الذي يتابع جميع مفاصل حياة العراقيين وتسليط الضوء على كل ما هو جديد من مشاريع اقتصادية وغيرها .ختمنا جولتنا في مزرعة السيد حسين عجمي والبهجة تملا سريرتنا ...فكنوز العراق لا تنضب ,وفي كل ميدان ومفصل عراقي هناك إبداع ,وهناك أيدي تبني قلاع الوطن إلى العلياء ,وتعساً للمعاول البائسة.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية