05‏/12‏/2013

دعوة للجميع مستعملي صفحات الفيسبوك


دعوة للجميع مستعملي صفحات الفيسبوك

الفيسبوك شئ جميل وعملي وسريع في التواصل, ولكنه أحيانا فوضى عارمة, كأن هنالك قطار سريع ما أن تقف في محطة حتى يخطفك ليأخذك إلى محطة أخرى, ويمضي الوقت, وتجد نفسك أشبه بالتائه, أين كنت ,وأين أصبحت؟عندما دخلت ا...لفيسبوك للمرة الأولى,كانت غايتي الأولى هي عمل صفحة خاصة بعملي كرئيسة للجنة الإعلامية للمجلس قضاء المحاويل ومن ثم التواصل مع الآخرين, والتعرف على شخصياتهم من خلال صفحاتهم, لأن هناك الشخص يكون نوعا ما على طبيعته, يختار من الصور والمواضيع واليوتيوب والصداقات ما تعبرٌ عن ميوله, وأيضا كانت لي غاية أخرى- كنت أريد أن جمع المزيد من الصور الجميلة والمعبرٌة والأقوال الرائعة وغيرها.

ولكن بعد أن دخلت هذا العالم خفت من كم النفاق وتسقيط الآخر والانحلال الأخلاقي وصفحات للإلحاد, وصدمت لأني شعرت بالكم الهائل من التفاهات والسطحية وعدم النضج, وترحمت على جيلي وجيل من سبقوني, كيف كنا نقرأ وننتقي الأشياء المفيدة, وكيف كان الاحترام فيما بيننا وبين الآخرين.الخجل كان سمة البنات والرجولة والشهامة صفة الولد, أنني لا أنتقد هذا الجيل فكما يقول المثل كل إناء بما فيه ينضح, كل ما أراه اليوم من صخب وفوضى عارمة وانحلال بالنسيج الاجتماعي للمجتمع العراقي, أتبين حجم الهوة التي أصبحنا فيها بين ذاك الزمن الجميل الذي شارف على الانتهاء ليطوي مرحلة كانت قمة في التواضع والصفات الحميدة والثقافة وهذا الزمن, خريجين الكليات وحتى الأساتذة منهم لا يستطيعون التحدث بأي موضوع سوى المواضيع التافهة أو التقليد الأعمى للبعض ما سمعه ذات يوم, أو تسقيط الآخر أو السخرية أو الحذلقة أو حتى التفاخر بعرض صوره أو تنزيل صور غير لائقة أو صورة من المعركة كما يسميها النظام السابق كي لا ننسى. كنت أتوقع أن يكون الفيسبوك مقهى ثقافي واجتماعي نتبادل فيه الكلمة الطيبة والنصيحة والمواضيع المفيدة, أنه منفذ لنا بعيدا عن المفخخات , وضغوط الحياة اليومية المليئة بالحزن والتوتر, وخصوصا النساء هذا الفيسبوك متنفس لها كي تعبر عن ذاتها بالشكل الصحيح, فتستطيع الكتابة بحرية تحت أي مسمى, ولكن للأسف الكثرة غلبت القلة لمستعملي الفيسبوك.

نسيت أن أذكر:هناك طامة أخرى وهي الأخطاء الإملائية وصياغة الجمل المفيدة, لو كنا نطالع كتاب بالشهر على الأقل لكنا من أصحاب هذه المقولات الجميلة التي نخزنها على صفحات الفيسبوك.

في بعض الدول العربية كان للفيسبوك دوره في تغيير حكم وتغيير عالم كامل, كنت أتعجب من ثقافاتهم لأنهم سبقونا في هذا التطور التكنولوجي, ونحن العراقيين صنفنا منذ مدة قصيرة من أذكى الشعوب العربية ماذا حل بنا؟ هل نحن أصبحنا من صنع هذه الظروف التي نعيش بها, ربما! وكما يقول الكاتب إحسان عبد القدوس على ما أذكر: لا تلوم الناس ولوموا الظروف.

أدعوكم لجعل صفحاتكم على الفيسبوك واحة للاستراحة ونبذ الطائفية والتسقيط( بأنواعه السياسي, والشخصي وغيره,),ومنبر للفكر الحر الرصين ودعوة للقراءة, مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ, كي نتنور يجب أن نقرأ كي نفهم. عذرا للإطالة والصراحة.